The Book of the Secrets of Enoch
كتاب النبي إدريس
من المعروف ان هذا الكتاب متبع في إثيوبيا قبل نزول الآنجيل ، ومازال وستخدما كديانه حتي الان
And it’s Known that this book was followed by the Ethiopians before the Bible , and they stil follow it until now
The Book of the Secrets of Enoch
سفر اخنوخ
أدريس عليه السلام
كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.
صحف النبي إدريس
الصحيفة الأولى و هي صحيفة الحمد
الحمد لله الذي ابتدأ خلقه بنعمته و أسبغ عليهم ظلال رحمته ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم و وفقهم بمنه لأداء ما فرض عليهم و نهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته فبتوفيقه قام القائمون بطاعته و بعصمته امتنع المؤمنون من معصيته و بنعمته أدى الشاكرون حق نعمته و برحمته وصل المسلمون إلى رحمته فسبحان من لا يستجار منه إلا به و لا يهرب منه إلا إليه و تبارك الذي خلق الحيوان من ماء مهين و جعلهم في قرار مكين ثم صيرهم متبائنين في الخلق و الأخلاق و قدر لهم ما لا مغير له من الآجال و الأرزاق له سبحت السماوات العلى و الأرضون السفلى و ما بينهما و ما تحت الثرى بألسن فصح و عجم و آثار ناطقة و بكم تلوح للعارفين مواقع تسبيحها و لا يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها فله في كل نظرة نعم لا تحد و في كل طرفة آلاء لا تعد ضلت الأفهام في جبروته و تحيرت الأوهام في ملكوته فلا وصول إليه إلا به و لا ملجأ منه إلا إليه ذلكم الله رب العالمين
الصحيفة الثانية صحيفة الخلق
فاز يا أخنوخ من عرفني و هلك من أنكرني عجبا لمن ضل عني و ليس يخلو في شيء من الأوقات مني كيف يخلو و أنا أقرب إليه من كل قريب و أدنى إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ أ لست أيها الإنسان العظيم عند نفسه في بنيانه القوي لدى همته في أركانه مخلوقا من النطفة المذرة و مخرجا من الأماكن القذرة تنحط من أصلاب الآباء كالنخاعة إلى أرحام النساء ثم يأتيك أمري فتصير علقة لو رأتك العيون لاستقذرتك و لو تأملتك النفوس لعافتك ثم تصير بقدرتي مضغة لا حسنة في المنظر و لا نافعة في المخبر ثم أبعث إليك أمرا من أمري فتخلق عضوا عضوا و تقدر مفصلا مفصلا من عظام مغشية و عروق ملتوية و أعصاب متناسبة و رباطات ماسكة ثم يكسوك لحما و يلبسك جلدا تجامع من أشياء متباينة و تخلق من أصناف مختلفة فتصير بقدرتي خلقا سويا لا روح فيك تحركك و لا قوة لك تقلك أعضاؤك صو بلا مرية و جثث بلا مرزبة فأنفخ فيك الروح و أهب لك الحياة فتصير بإذني إنسانا لا تملك نفعا و لا ضرا و لا تفعل خيرا و لا شرا مكانك من أمك تحت السرة كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما سبق مني من القضاء فتصير من هناك إلى وسع الفضاء فتلقى ما قدرك من السعادة أو الشقاء إلى أجل من البقاء متعقب لا شك بالفناء أ أنت خلقت نفسك و سويت جسمك و نفخت روحك إن كنت فعلت ذلك و أنت النطفة المهينة و العلقة المستضعفة و الجنين المصرور في صرة فأنت الآن في كمال أعضائك و طراءة مائك و تمام مفاصلك و ريعان شبابك أقوى و أقدر فاخلق لنفسك عضوا آخر و استجلب قوة إلى قوتك و إن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الأحوال طارقات الأوجاع و الأعلال فادفع عن نفسك الآن أسقامك و نزه عن بدنك آلامك و إن كنت أنت نفخت الروح في بدنك و جلبت الحياة التي تمسكك فادفع الموت إذا حل بك و ابق يوما واحدا عند حضور أجلك فإن لم تقدر أيها الإنسان على شيء من ذلك و عجزت عنه كله فاعلم أنك حقا مخلوق و أني أنا الخالق و أنك أنت العاجز و أني أنا القوي القادر فاعرفني حينئذ و اعبدني حق عبادتي و اشكر لي نعمتي أزدك منها و استعذ بي من سخطتي أعذك منها فإني أنا الله الذي لا أعبأ بما أخلق و لا أتعب و لا أنصب فيما أرزق و لا ألغب إنما أمري إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون
الصحيفة الثالثة صحيفة الرزق
يا أيها الإنسان انظر و تدبر و اعقل و تفكر هل لك رازق سواي يرزقك أو منعم غيري ينعم عليك أ لم أخرجك من ضيقمكانك في الرحم إلى أنواع من النعم أخرجتك من الضيق إلى السعة و من التعب إلى الدعة و من الظلمة إلى النور ثم عرفت ضعفك عما يقيمك و عجزك عما يفوتك فأدررت لك من صدر أمك عينين منهما طعامك و شرابك و فيهما غذاؤك و نماؤك ثم عطفت بقلبها عليك و صرفت بودها إليك كي لا تتبرم بك مع إيذائك لها و لا تطرحك مع إضجارك إياها و لا تقززك مع كثرة عاهاتك و لا تستقذرك مع توالي آفاتك و قاذوراتك تجوع لتشبعك و تظمأ لترويك و تسهر لترقدك و تنصب لتريحك و تتعب لترفدك و تتقذر لتنظفك لو لا ما ألقيت عليها من المحبة لك لألقتك في أول أذى يلحقها منك فضلا عن أن تؤثرك في كل حال و لا تخليك لها من بال و لو وكلتك إلى وكدك و جعلت قوتك و قوامك من جهدك لمت سريعا و فت ضائعا هذه عادتي في الإحسان إليك و الرحمة لك إلى أن تبلغ أشدك و بعد ذلك إلى منتهى أجلك أهيئ لك في كل وقت من عمرك ما فيه صلاح أمرك من زيادة في خلقك و تيسير لرزقك أقدر مدة حياتك قدر كفايتك ما لا تتجاوزه و إن أكثرت من التعب و لا يفوتك و إن قصرت في الطلب فإن ظننت أنك الجالب لرزقك فما لك تروم أن تزيد فيه و لا تقدر أم ما لك تتعب في طلب الشيء فلست تناله و يأتيك غيره عفوا مما لا تتفكر فيه و لا تتعنى له أم ما لك ترى من هو أشد منك عقلا و أكثر طلبا محروما مجذوذا و من هو أضعف منك عقلا و أقل طلبا محروزا مجدودا أ تراك أنت الذي هيأت لمشربك و مطعمك سقاءين في صدر أمك أم تراك سلطت على نفسك وقت السلامة الداء أو جلبت لها وقت السقم الشفاء أ لا تنظر إلى الطير التي تغدو خماصا و تروح بطانا أ لها زرع تزرعه أو مال تجمعه أو كسب تسعى فيه أو احتيال تتوسم بتعاطيه اعلم أيها الغافل أن ذلك كله بتقديري لا أناد و لا أضاد في تدبيري و لا ينقص و لا يزاد من تقديري ذلك أني أنا الله الرحيم الحكيم
الصحيفة الرابعة صحيفة المعرفة
من عرف الخلق عرف الخالق و من عرف الرزق عرف الرازق و من عرف نفسه عرف ربه و من خلص إيمانه أمن دينه كيف تخفى معرفة الله و الدلائل واضحة و البراهين على وحدانيته لائحة عجبا لمن غني عن الله و في موضع كل قدم و مطرف عين و ملمس يد دلالة ساطعة و حجة صادعة على أنه تبارك واحد لا يشارك و جبار لا يقاوم و عالم لا يجهل و عزيز لا يذل و قادر لطيف و صانع حكيم في صنعته كان أبدا وحده و يبقى من بعد وحده هو الباقي على الحقيقة و بقاؤه غير مجاز و هو الغني و غنى غيره صائر إلى فقر و إعواز و هو الذي جرت الأفلاك الدائرة و النجوم السائرة بأمره و استقلت السماوات و استقرت الأرضون بعظمته و خضعت الأصوات و الأعناق لملكوته و سجدت الأظلال و الأشباح لجبروته بإذنه أنارت الشمس و القمر و نزل الغيث و المطر و أنبتت الأرض الميتة نباتا حيا و أخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا و نبعت الصخور الصلاد ماء نميرا و أورقت الأشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا طوبى لمن آمن به و صدق برسله و كتبه و وقف عند طاعته و انتهى عن معصيته و بؤسى لمن جحد آلاءه و كفر نعماءه و حاد أولياءه و عاضد أعداءه إن أولئك الأقلون الأذلون عليهم في الدنيا سيماء و لهم في الآخرة مهاد النار دولتهم إملاء و استدراج و عاقبة غنائهم احتياج و موئل سرورهم غم و انزعاج و مصيرهم في الآخرة إلى جهنم خالدين بلا إخراج فأما المؤمنون الصديقون فلهم العزة بالله و الاعتزاء إليه و القوة بنصره و التوكل عليه و لهم العاقبة في الدنيا و الفلج على أعدائهم بإظفار فو عزتي لأصيرن الأرض و لا يعبد عليها سواي و لا يدان لإله غيري و لأجعلن من نصرني منصورا و من كفرني ذليلا مقهورا و ليلحقن الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا و في يوم القيامة و لأخرجن من ذرية آدم من ينسخ الأديان و يكسر الأوثان فأنير برهانه و أؤيد سلطانه و أوطيه الأعقاب و أملكه الرقاب فيدين الناس له طوعا و كرها و تصديقا و قسرا هذه عادتي فيمن عرفني و عبدني و لهم في الآخرة دار الخلود في نعيم لا يبيد و سرور لا يشوبه غم و حبور لا يختلط به هم و حياة لا تتعقبها وفاة و نعمة لا يعتورها نقمة فسبحاني سبحاني و طوبى لمن سبحني و قدوس أنا و طوبى لمن قدسني جلت عظمتي فلا تحد و كثرت نعمتي فلا تعد و أنا القوي العزيز
الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة
يا أخنوخ أ عجبت لمن رأيت من الملائكة و استبدعت الصور و استهلت الخلق و استكثرت العدد و ما رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار و الورقة الواحدة من ورق الأشجار أ تتعجب مما رأيت من عظمة الله فلما غاب عنك أكبر و تستبدع صنعة الله فلما لم تبصره عنك أهول و أكبر ما يحيط خط كل بنان و لا يحوي نطق كل لسان مذ ابتدأ الله خلقه إلى انتهاء العالم أفل جزء من بدائع فطرته و أدنى شيء من عجائب صنعته إن لله ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملأ الآفاق و سد الآماق و إن له لملكا نصفه من ثلج جمد و نصفه من لهب متقد لا حاجز بينهما فلا النار تذيب الجمد و لا الثلج تطفئ اللهب المتقد لهذا الملك ثلاثون ألف رأس في كل رأس ثلاثون ألف وجه في كل وجه ثلاثون ألف فم في كل فم ثلاثون ألف لسان يخرج من كل لسان ثلاثون ألف لغة تقدس الله بتقديساته و تسبحه بتسبيحاته و تعظمه بعظماته و تذكر لطائف فطراته و كم في ملكه تعالى جده من أمثاله و من أعظم منه يجتهدون في التسبيح فيقصرون و يدأبون في التقديس فيحسرون و هذا ما خلا شيء من آياتي و جلالي إن في البعوضة التي تستحقرها و الذرة التي تستصغرها من العظمة لمن تدبرها ما في أعظم العالمين و من اللطائف لمن تفكر فيها ما في الخلائق أجمعين ما يخلو صغير و لا كبير من برهان علي و آية في عظمت عن أن أوصف و كبرت عن أن أكيف حارت الألباب في عظمتي و كلت الألسن عن تقدير صفتي ذلك أني أنا الله الذي ليس كمثلي شيء و أنا العلي العظيم
الصحيفة السادسة صحيفة القربة
سألت يا أخنوخ عما يقربك من الله ذلك أن تؤمن بربك من كل قلبك و تبوء بذنبك و بعد ذلك تلزم رحمة الخلق و حسن الخلق و إيثار الصدق و أداء الحق و الجود مع الرضا بما يأتيك من الرزق و إكثار التسبيح بالعشايا و الأسحار و أطراف الليل و النهار و مجانبة الأوزار و التوبة من جميع الآصار و إقامة الصلوات و إيتاء الزكوات و الرفق بالأيامى و الأيتام و الإحسان إلى جميع الخلائق و الأنام و أن تجأر إلى الله بتذلل و خشوع و تضرع و تقول باللسان الناطق عن الإيمان الصادق اللهم أنت الرب القوي الكريم الجليل العظيم علوت و دنوت و نأيت و قربت لم يخل منك مكان و لم يقاومك سلطان جللت عن التحديد و كبرت عن المثل و النديد بك النجاة منك و إليك المهرب عنك إياك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك و تشملنا برأفتك و تجعل أموالنا في ذوي السماحة و الفضل و سلطاننا في ذوي الرشاد و العدل و لا تحوجنا إلا إليك فقد اتكلنا اللهم عليك إليك نبرأ من الحول و الاحتيال و نوجه عنان الرغبة و السؤال فأجبنا اللهم إلى ما ندعو و حقق في فضلك و كرمك ما نأمل و نرجو و آمنا من موبقات أعمالنا و محبطات أفعالنا برحمتك يا إله العالمين يا أخنوخ ما أعظم ما يدخر فاعل ذلك من الثواب و ما أثقل هذه الكلمات في الميزان يوم الحساب فأنبئ الناس بمأمول رحمتي الواسعة و مخشي سخطتي الصاقعة و ذكرهم آلائي و احضضهم على دعائي فحق علي إجابة الداعين و نصر المؤمنين و أنا ذو الطول العظيم
الصحيفة السابعة صحيفة الجبابرة
يا أخنوخ كم من جبروت جبار قصمتها و كم من قوي ظن ألا مغالب له فتجبر و عتا و تمرد و طغا أريته قدرتي و أذقته وبال سطوتي و أوردته حياض المنية فشرب كأسها و ذاق بأسها و حططته من عالي حصونه و وثيق قلاعه و أخرجته من عامر دوره و مونق رباعه إلى القبور الملحودة و الحفرة المخدودة فاضطجع فيها وحيدا و سال منه فيها صديدا و أطعم حريشات و دودا و صار من ماله و جموعه بعيدا و في ملاقاة المحاسبة فريدا لم ينفعه ما عدد و لم يخلده ما خلد و لم يتبعه إلا تبعات الحساب و لم يصحبه من أحوال دنياه إلا موجبات الثواب أو العذاب ثم أورثت ما حاز من الباطل و جمع و صد عن الحق من لم يشكره على ما صنع و لا دعا له و لا نفع شقي ذاك بجمعه و فاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من مضى فلا يرتدع و أبصر الباقي مصير من انقضى فلا ينزجر و لا ينقمع أ ما لهم أعين فتبصر أو قلوب فتتفكر أو عقول فتدبر كذبوا بي فصدقتهم سخطتي و ناموا عن حقي فنبهتهم عقوبتي أد إليهم رسالتي و عرفهم نصيحتي و أكد عليهم حجتي و أنهج لهم حد محجتي ثم كلهم إلى محاسبتي فو عزتي لا يتعداني ظالم و لا يخفق عندي مظلوم و سأقتص للكل من الكل و أنا الحكيم العدل
الصحيفة الثامنة صحيفة الحول
ذل من ادعى الحول و القوة من دوني و زعم أنه يقدر على ما يزيد لو كان دعواه حقا و قوله صدقا لتساوت الأقدام و تعادل في جميع الأمور الأنام فإن الكل يطلب من الخير الغاية و يروم من السعادة النهاية فلو كانت تصاريف الأمور و مواقع المقدور على ما يرومون و موكلا من قواهم و استطاعاتهم إلى ما يقدرون و الجماعة تطلب نهاية الخير و تتجنب أدنى مواقع الضير لما رئي فقير و لا مسكين ضرير و لما احتاج أحد إلى أحد و لا افتقرت يد إلى يد و أنت الآن ترى السيد و المسود و المجذوذ و المجدود و الغني الخجل و الفقير المدقع ذلك أيها الإنسان دليل على أن الأمر لغيرك و موكول إلى سواك و أنك مقهور مدبر و لما يراد منك مقدر و ميسر لأنك تريد الأمر اليسير بالتعب الكثير فيمنع عليك و يتأبى و تغفل عن الأمر الكبير و يسهل لك من غير تعب اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك و لا تدع الحول و القوة فتهلك و اعلم أنك الضعيف و أني القوي
الصحيفة التاسعة صحيفة الانتقال
إلهي أنت تعرف حاجتي و تعلم فاقتي و أنت عالم الغيوب و كاشف الكروب تعلم الكائنات قبل وقوعها و تحيط بالأشياء قبل وقوعها و أنت غني عن العالمين و هم فقراء إليك أمرتني فعصيت و نهيتني فأتيت و بصرتني فعميت و أسعدتني فشقيت تعرف ذنوبي فلا ستر دونك فلا تفضحني بها في الدنيا و لا في الآخرة و لا في المحشر و في عرصة الساهرة اللهم فكما سترتها علي فاغفر لي و كما لم تظهرها علي فحطها عني و قني مناقشة الحساب و مكابدة العذاب و يسر الخير لي في عاجلي و آجلي و محياي و مماتي و اقض حاجاتي التي أنت عالم بها مني و اصرف شر جميع ما خلقت عني و وفقني من منافع الدنيا و الآخرة لما تعلم فيه صلاحي و تعرف فيه فلاحي و أنا عنه غني غافل و بوجوه استجلابه جاهل فقد بسطت يدي بالابتهال إليك و وقفت بذل المذنبين و خشوع الراغبين و تضرع المحتاجين بين يديك و أنت أنت أهل الإجابة و إن كنت أنا أهلا للخيبة فأنت ولي الأسعاف و الإطلاب و إن كنت أنا المستحق لعظيم العذاب فأنت موضع الرغبة و منتهى السؤل و الطلبة و أنا لا أهتدي إلا إليك و لا أعول إلا عليك و لا أقرع إلا بابك و لا أرجو إلا ثوابك و لا أخاف إلا عذابك و لا أخشى إلا عقابك فزدني اللهم هداية إليك و يسر لي ما عولت فيه و افتح لي بابك و أجزل لي من رحمتك ثوابك و آمني مما أستحقه بذنوبي من عذابك و أليم عقابك إنك أنت الرءوف الرحيم
الصحيفة العاشرة و هي صحيفة التوكل
من توكل على الله كفاه و من استرعاه رعاه و من قرع بابه افتتح و من سأله أنجح و من كان الله معه لم يقدر الناس له على ضر و من أتى الأمر متبرئا من حوله و قوته استكثر الخير و أمن من توابع الشر و من تاب تيب عليه و من أناب غفر له و الأعمال بالموافاة و الاستدراك قبل الفوت و الوفاة و لن يضيع فعل أحد من صحيفته و لا يتوفى بل يحاسب على القطمير و يجازى فو رب السماء ليقتصن من القرناء للجماء و لتستوين يوم القيامة في المداينة الأقدام و ليجازين كل امرئ على ما اعترف من حسنات و آثام عند من لا يخفى عليه الضمائر و لا يغيب عنه السرائر و لا يتعاظمه شيء لكبره و لا ينكتم شيء لحقارته و صغره و لا يتكاءده الإحصاء و لا يذهب عليه الجزاء ذلكم الله رب العالمين قدر كل شيء و قضاه و عده و أحصاه فلا يخفى عليه خافية إلا رحمته ثم العمل الصالح
الصحيفة الحادية عشر
لا غنى لمن استغنى عني و لا فقر بمن افتقر إلي و لا يضيع عمل أحد عندي من خير و شر فأما الخير فأنا أجزي وعدا غير مكذوب و أما الشر فإلي إن شئت عفوت و إن شئت عاقبت و أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث
يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم و خلقكم من غير قدم و خلقكم في الأرحام نطفا و مضغا ثم صوركم و أخرجكم من بطون أمهاتكم ضعفاء فقواكم و أقدركم و غيركم من حال إلى حال و صيركم في كل الأمور ذوي زوال و انتقال قادر على أن يعيدكم كما بدأكم و يبعثكم كما خلقكم و ذلك في عقول الناس أهون و أقرب فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره و لا يتعذر عليه صغير لصغره و كل الأمور بيده هين لا ينصب فيها و لا يتعب و لا يعيا و لا يلغب إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلكم الله خالق الخلق أجمعين
الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث
يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم و خلقكم من غير قدم و خلقكم في الأرحام نطفا و مضغا ثم صوركم و أخرجكم من بطون أمهاتكم ضعفاء فقواكم و أقدركم و غيركم من حال إلى حال و صيركم في كل الأمور ذوي زوال و انتقال قادر على أن يعيدكم كما بدأكم و يبعثكم كما خلقكم و ذلك في عقول الناس أهون و أقرب فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره و لا يتعذر عليه صغير لصغره و كل الأمور بيده هين لا ينصب فيها و لا يتعب و لا يعيا و لا يلغب إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلكم الله خالق الخلق أجمعين
الصحيفة الرابعة عشر صورة صحيفة المن
يا أيها الناس ما غركم بربكم الذي سوى خلقكم و قدر رزقكم و أورى لكم مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً و الصخر الجلمد نارا تجلبون به المنافع و النور و الضياء و تستدفعون به الظلمة و البرد و الأذى و هو جعل لكم من جلود الأنعام و أوبارها ريشا يواري السوءات و يدفع الآفات و هو الذي أخرج عيونا ينابيع تنبت الزرع و تنفع الظماء و أجرى في السماء مصابيح يهتدى بها في مهامة البر و لجج البحر و عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ من كتب الكتاب و نسج الثياب و تذليل الدواب و هو الذي أدر لكم الضروع و أنبت الأشجار و الزروع و أجرى الفلك في البحار و هداكم في سباسب القفار أ إله غيره يقدر على شيء من ذلك أو أنتم إلى مثله تهتدون فسبحان الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و هو المنان الكريم
الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة
ليس النجاة بالقوة و لا الخلاص بالجبروت و لا تستحق اسم الصديقية بالملك العظيم و لا يوصل إلى ملكوت السماء بالعز الجسيم و لا ينفع في الآخرة كثرة الرجال و ثروة الآمال و لا ينجي يوم الحساب الحذق في الصنائع و الكيس في المكاسب لكن البر الذي ينجي و الطهارة التي تنقذ و بالنزاهة من الذنوب تستحق الصديقية و بالعمل الصالح ينال ملكوت السماء ما يثقل في الميزان إلا النية الصادقة و الأعمال الطاهرة و كف الأذى و النصيحة لجميع الورى و اجتناب المحارم و الهرب من المآثم فاعبدوا الله الذي فطركم و سوى صوركم و أنيبوا إليه و توكلوا عليه يسهل لكم في دنياكم المطالب و يجركم في معادكم من المعاطب و اعلموا أن الخير بيديه و الأمور كلها إليه و هو العزيز الغلاب
الصحيفة السادسة عشر صحيفة الأفلاك
يا أخنوخ أ ما تفكرت في بدائع فطرة الله الذي بصرك عجائبها و أراك مراتبها من هذه الأفلاك الدوارة و النجوم السيارة التي تطلع و تأفل و تستقر أحيانا و ترحل و تضيء في الظلم و الدآدي و تهتدي بها في اللجج و الفيافي تنجم و تغور و تدبر عجائب الأمور لازمة مجاري مناطقها عانية خاضعة لأمر خالقها أ ما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة بين الليل و النهار المعاقبة بين الإظلام و الإسفار المغيرة فصول السنة إسخانا و تبريدا و إفراطا و تعديلا المربية لثمار الأشجار و جواهر المعادن في الآبار التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع و لم يدر ضرع و لا حيي حيوان و لا استقر زمان و مكان أ ما علمت أن ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الأشياء و خلق قوي لا يستثقل الأعباء و أمر عليم لا يتكأده الإحصاء و حكم قادر لا يلحقه نصب و لا إعياء و تدبير عال لا مغالب لحكمه و أن ذلك لعنايته بضعاف الخلق و كرمه في إدرار الرزق و أنه تعالى العالم الحق الذي لا يغيب عنه ما كان و لا ما يكون
الصحيفة السادسة عشر صحيفة الأفلاك
يا أخنوخ أ ما تفكرت في بدائع فطرة الله الذي بصرك عجائبها و أراك مراتبها من هذه الأفلاك الدوارة و النجوم السيارة التي تطلع و تأفل و تستقر أحيانا و ترحل و تضيء في الظلم و الدآدي و تهتدي بها في اللجج و الفيافي تنجم و تغور و تدبر عجائب الأمور لازمة مجاري مناطقها عانية خاضعة لأمر خالقها أ ما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة بين الليل و النهار المعاقبة بين الإظلام و الإسفار المغيرة فصول السنة إسخانا و تبريدا و إفراطا و تعديلا المربية لثمار الأشجار و جواهر المعادن في الآبار التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع و لم يدر ضرع و لا حيي حيوان و لا استقر زمان و مكان أ ما علمت أن ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الأشياء و خلق قوي لا يستثقل الأعباء و أمر عليم لا يتكأده الإحصاء و حكم قادر لا يلحقه نصب و لا إعياء و تدبير عال لا مغالب لحكمه و أن ذلك لعنايته بضعاف الخلق و كرمه في إدرار الرزق و أنه تعالى العالم الحق الذي لا يغيب عنه ما كان و لا ما يكون
الصحيفة الثامنة عشر صحيفة الإنذار
يا أخنوخ أنذر الناس عذابا قد أظلهم و طوفانا قد آن أن يشملهم يسوي بين الوهاد و النجاد و يعم النجوات و العقوات و تغرق الأرض بآفاقها و تبلغ منتهى أقطارها و أعماقها و تسخط لسخطي و تنتقم لي ممن نبد طاعتي و لا أفعل ذلك إلا بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع و أنذرهم بالآيات السواطع و أنتظر بهم قرنا بعد قرن كعادتي في الإمهال و الحلم فإذا أصروا على طغيانهم و استمروا على عدوانهم و عم الكفر و قل الإيمان فتحت ينابيع الأرض عزالي السماء و ملأت الضواحي و الأكناف من الماء و نجيت المؤمنين و قليل عددهم و أهلكت الطاغين و كثير ما هم و ذلك دأبي فيمن عبد سواي أو جعل لي شركاء و أنا مع ذلك رءوف رحيم
الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق
لا قبيح إلا المعصية و لا حسن إلا الطاعة و لا وصول إلا بالعقل إلى المعرفة بالحق عرف الحق و بالنور أهتدي إلى النور و بالشمس أبصرت الشمس و بضوء النار رئيت النار و لن يسع صغير ما هو أكبر منه و لا يقل ضعيف ما هو أقوى منه و لا يحتاج في الدلالة على الشيء المنير بما هو دونه و لا يضل عن الطريق إلا المأخوذ به عن التوفيق وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
الصحيفة العشرون صحيفة المحبة
طوبى لقوم عبدوني حبا و اتخذوني إلها و ربا سهروا الليل و دأبوا النهار طلبا لوجهي من غير رهبة و لا رغبة و لا لنار و لا جنة بل للمحبة الصحيحة و الإرادة الصريحة و الانقطاع عن الكل إلي و الاتكال من بين الجميع علي فحق علي أن أسبرهم طويلا و أحملهم من حبي عبأ ثقيلا و أسبكهم سبك الذهب في النار فإذا استوى منهم الإعلان و الإسرار و انقطعت من إخوانهم وصائلهم و تصرمت من الدنيا علائقهم و وصائلهم هنالك أرفع من الثرى خدودهم و أعلي في السماء جدودهم أنضر معادهم و أبلغهم مرادهم و أجعل جزاءهم أن أحقق رجاءهم و أعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله و أنا صادق الوعد لا أخلف
الصحيفة الحادية و العشرون صحيفة المعاد
سبحان من خلق الإنسان مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ثم جعل حياته في ماء معين و تبارك الذي رفع السماء بغير عمد تقلها و لا معاليق ترفعها إن لكم أيها الناس في الشجر الذي يكتسي بعد تحات الورق ورقا ناضرا و يلبس بعد القحول زهرا زاهرا و يعود بعد الهرم شابا و بعد الموت حيا و يستبدل بالقحل نضارة و بالذبول غضارة لأعظم دليل على معادكم فما لكم تمترون أ لم تواثقوا في الأظلال و الأشباح و أخذ العهد عليكم في الذر و النشور و ترددتم في الصور و تغيرتم في الخلق و انحططتم من الأصلاب و حللتم في الأرحام فما تنكرون من بعثرة الأجداث و قيام الأرواح و كون المعاد و كيف تشكون في ربوبية خالقكم الذي بدأكم ثم يعيدكم و أخذ المواثيق و العهود عليكم و أبدأ آياته لكم و أسبغ نعمه عليكم فله في كل طرفة نعمة و في كل حال آية يؤكدها حجة عليكم و يوثق معها إنذارا إليكم و أنتم في غفلة سامدون و عما خلقتم له و ندبتم إليه لاهون كأن المخاطب سواكم و كأن الإنذار بمن عداكم أ تظنون أني هازل أو عنكم غافل أو أن علمي بأفعالكم غير محيط أو ما تأتون به من خير و شر يضيع كلا خاب من ظن ذلك و خسر و الله هو العلي الأكبر
الصحيفة الثانية و العشرون صحيفة الدنيا
تفكروا في هذه الدنيا التي تفتن بزبرج زخاريفها و تخدع بحلاوة تصاريفها و لذاتها شبيهة بنور الورد المحفوف بالشوك الكثير فهو ما دام زاهرا يروق العيون و يسر النفوس و هو مع ذلك ممتنع بالشوك المقرح يد متناوله فإذا مضت ساعات قليلة انتثر الزهر و بقي الشوك كذلك الدنيا الخائنة الفانية فإن حياتها متعقب بالموت و شبابها صائر إلى الهرم و صحتها محفوفة بالمرض و غناها متبوع بالفقر و ملكها معرض للزوال و عزها مقرون بالذل و لذاتها مكدرة بالشوائب و شهواتها ممتزجة بمضض النوائب شرها محض و خيرها ممتزج من حبي منها بشيء من شهواتها لم يخل من غصص مراراتها و خوف عقوباتها و خشية تبعاتها و ما يعرض في الحال من آفاتها هذه حال فاز من سعد بها فما تقول فيمن لم يحظ بطائل منها الصحيح فيها يخاف السقم و الغني يخشى الفقر و الشاب يتوقع الهرم و الحي ينتظر الموت من اعتمد عليها و استنام إليها كان مثل المستند إلى جبل شاهق من الثلج يعظم في العيون عرضه و طوله و سمكه فإذا أشرقت شمس الصيف عليه ذاب غفلة و سال و بقي المستند إليه و المستذري له بالعراء فكذلك مصير هذه الدنيا إلى زوال و اضمحلال و انتقال إلى دار غيرها لا يقبل فيها إلا الإيمان و لا ينفع فيها إلا العمل الصالح و لا يتخلص فيها إلا برحمة الله من هلك فيها هوى و من فاز فيها علا و هي مختلفة دائمة
الصحيفة الثالثة و العشرون صحيفة البقاء
سيعود كل شيء إلى عنصره و يضمحل كل ما ترون بأسره و يشمل الفناء و يزول البقاء فلا يبقى باق إلا من كان بقاؤه بلا ابتداء فإن ما كان بلا ابتداء فهو بلا انتهاء و يخلص الأمر لولي الأمر و يرجع الخلق إلى بارئ الخلق و تقوم القيامة و طوبى للناجين و ويل للهالكين
الصحيفة الرابعة و العشرون صحيفة الطريق
يا أخنوخ الطريق طريقان إما الهدى و الإيمان و إما الضلالة و الطغيان فأما الهدى فظاهرة منارها لائحة آثارها مستقيم سننها واضح نهجها و هو طريق واحد لاحب لا شعب فيها و لا مضلات تعتورها فلا يعمى عنها إلا من عميت عين قلبه و طمس ناظر لبه من لزمها فعصم لم يضل عنها و لم يرتب بمنارها و لم يمتر في واضح آثارها و هي تهدي إلى السلم و النجاة و دائم الراحة و الحياة و أما طريق الضلالة فأعلامها مستبهمة و آثارها مستعجمة و شعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها و شمالها من ركبها تاه و من سلكها حار و جار و هي تقطع براكبها و تبدع بسالكها و تؤدي السائر فيها إلى الموت الأبدي الذي لا سكون معه و لا راحة فيه فادع يا أخنوخ عبادي إلي و قف بهم على طريقي ثم كلهم إلي فو جلالي لا أضيع عمل محسن و إن خفف و لا يذهب علي عمل مسيء و إن قل و أنا الحاسب العليم
الصحيفة الخامسة و العشرون صحيفة الظلمة
من رأى ظلم ظالم فأمكنه النكير فلم يفعل فهو ظالم و من أتى الظلم أو رضي به فهو يوم القيامة لا شك نادم و عزتي إن الانتقام على الظلوم أمر من الظلم على المظلوم و ليس يظلم الظالم إلا نفسه و لا يبخس الباخس إلا حظه و سأنتقم للكل من الكل و حسبك بمن أنتقم منه مقهورا و بمن أنا أنتقم له منصورا فلأظهرن على الظالمين سيما الخزي و الصغار….
و رب العالمين و هل تبور تجارة مع أحكم الحاكمين و أرحم الراحمين و طوبى لمن طعم الضريك و كسا الصعلوك و اكتنف الأرملة و اليتيم و جاد على ابن السبيل و أعان أخاه في النوائب و واساه من نعم الله عنده و مواهبه فإن ذلك حق على الله أن يضاعف له ما فعل و يميزه في المعاد ممن بخل و يجازيه على إحسانه الجزاء الأفضل و ينوله من رضوانه العطاء الأكمل الأجزل و الله لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ
الصحيفة السادسة و العشرون صحيفة الويل
بالبر و عمل الخير اطلبوا النجاة و انظروا و تدبروا فإن سبيل الصديقية قاصدة لأحبه و هي مملوة سرورا و مؤدية إلى الفوز و النجاة و سبيل الضلالة زائفة مائلة محفوفة بالملاذ و هي مؤدية إلى البوار و الهلاك فانصرفوا عن سبيل الضلالة المملوة موتا و لا تسلكوها لئلا تتيهوا بل آثروا البر و عمل الخير تنالوا الراحة الأبدية في دار السلام الويل لمن يبيت و نيته موقوفة على عمل الخطايا يتفكر كيف يقتل و كيف يسلب و كيف يزني و كيف يعصي فإن ذلك مهدوم القواعد عاجل الهلاك الويل لمن يقتني الذهب و الفضة بالمكر و الفساد و الظلم فإنه يهلك عن ذلك وشيكا و تبقى عليه التبعات الويل للغني الذي يذكر بغناه الإله العلي و لكنه يطلب بغناه الخطايا و يبقى الذنوب فإنه معد له في العاقبة مقاساة الضباب و الظلمة في يوم الدين و لا يصاب بالرحمة من الديان العظيم و لا يرحم من جهنم الهاوية إلا من طاب و ارعوى و عاود الرشد الويل لمن يعسر المؤمنين و يؤذيهم و يبغي الغوائل لهم و يصدهم عن إقامة فرائضهم و إحياء شرائعهم فإن مصيرهم و مصير من عاونهم إلى النار الملتهبة التي لا تطفأ و العذاب الشديد الذي لا يهدأ الويل لشاهد كاتم الشهادة فإنه معد له الحزن الدائم و الويل الشديد في الآخرة الويل لمن أكل طيب الطعام و شرب لذيذ الشراب و لم يؤد شكر الوهاب و إنه محاسب على الخردلة و مدين بما صنع الويل كل الويل للمفتخر بمرادته الطاغي في جبروته المستذل للخيرين اللينين من المؤمنين المهين للصلحاء الساكنين فإنه صائر إلى هلاك الأبد و بوار الخلد حكما من ديان عادل و حكيم قادر عجبا لمن يقول لمن مات من الأئمة الخطاة طوبى له فقد عاش عمرا طويلا و نال خيرا جزيلا و سرورا عظيما و ملكا جسيما و تمتع بالأهل و الولد و السعة و الغنى ثم مات كريما وادعا و لم يلاق هوانا أ ما علمتم أنه تمتع قليلا و خلف وراءه حسابا طويلا و احتمل من أوزاره عبا ثقيلا و كانت أيامه في سروره و غناه و ملكه و دنياه كحلم النائم و مجرى السراب لم يحصل منه عند انقضائه إلا على تبعة حساب و مكابدة خلود العذاب أ ما علمتم أنه انتقل من الفاني إلى الباقي الذي لا يبيد و أنه محاسب على النقير و القطمير و ملاق حزنا عظيما و خوفا شديدا و صائر إلى إعوار جهنم المملوة ظلمة و حريقا و مكابد هناك عسرا و ضيقا فما تغبطون المسكين على قليل ما نال من دنياه في جنب عظيم ما نال من تبعته و أذاه في دار دائمة خالدة غير فانية و لا بائدة أيها الأئمة الخطاة الظلمة لا تظنن أنكم غير مطلوبين أو غير محاسبين و معاقبين على ما ارتكبتم من المآثم و آتيتم من العظائم و فعلتم من الظلم و سننتم من الفساد فإن جميع آثامكم و سيئاتكم مكتوب بين يدي الديان و محفوظ عليكم و غير منسي و لا متروك و أنتم مدينون و على ما آتيتم معاقبون و ديانكم عالم بالسرائر عارف بالضمائر لا يخفى عليه خافية و لا تقي من سخطته واقية و هو الفتاح الفعال العليم
الصحيفة السابعة و العشرون صحيفة القرون
يا أخنوخ قل للناس أ تقدرون أن الله لم يخلق سواكم أو ليس له عالم ما عداكم لقد خلت قبلكم قرون و بادت قبائل و بطون فما نقصوا الله سلطانه
الصحيفة الثامنة و العشرون صحيفة العياذ
عذ بالله من الأسقام و العلل من الدقع و الخجل من الزيغ في الدين و من التهالك في الهوى و من الشيطان الطاغي و السلطان الباغي و الدين المجحف و الغريم الملحف و اغسل قلبك بالتقوى كما تغسل ثيابك بالماء و إن أحببت روحك فاجتهد في العمل لها و نق من الدغل طريقها و شك بها من السفل إلى العلو و من الموت إلى الحياة و أتعب تسترح و اتجر مع الغني الوفي تربح و استهن تملك الدنيا زخرفها التي تسرع إلى الزوال و هي بعرض الانتقال و لا تفه بغناها المؤدي إلى الفقر و عماراتها الصائرة إلى القفر و استخف بالأنساب الولادية و الأسباب الدنيوية التي تنقطع في الآخرة و لا تثبت و لا تتصرم في المعاد و لا تنفع و ليكن عملك لله العلي المالك ملكوت السماء و تحلل درجات العلى تأمن بوائق الدمار و تنحل من حبائل الإسار و استعن بالله يعنك و استهده يهدك و اعلم أنك به تنجو و بتقواه ترتفع و تعلو و لا تكن كمن ينظر و لا يتفكر
هذا آخر ما بلغ إلينا من هذه الصحيفة الشريفة المباركة الإدريسية التي أنزل الله عليه سلام الله على نبينا و عليه و على جميع الأنبياء و المرسلين و آل سيدنا محمد و أئمة المعصومين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. بيان التحري القصد و طلب الأحرى و التعرض أيضا القصد و الإسباغ الإكمال و الاستجارة طلب الأمان و لاح النجم تلألأ و سطع الصبح ارتفع. و يقال مذرت معدته أي فسدت و عاف الطعام و الشراب كرهه و مريت الفرس استخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره و الاسم المرية و الجرية الحوصلة و الجثة شخص الإنسان قاعدا و قائما و المرزبة العصية و الطري الغض بين الطراوة و أغضت السماء دام مطرها و برم به و تبرم سئمه و التقزز التباعد من الدنس و وكد وكده أي قصد قصده و الروم الطلب و الخمصة الجوعة المخمصة المجاعة و بطن الرجل اشتكى بطنه و بطن عظم بطنه من الشبع البطن النهم الذي لا يهمه إلا بطنه المبطان الذي لا يزال عظيم البطن من كثرة الأكل. و صدع بالحق تكلم به جهارا و أعوزه الشيء احتاج إليه فلم يقدر المعوز الفقير و ماء نمير أي ناجع عذب و أزعجه أقلعه و قلعه من مكانه و انزعج بنفسه و الفلج الظفر و قسره على الأمر قهره و الحبر السرور و باد يبيد أي هلك و اعتوروه و تعوروه تداولوه و نقمته إذا كرهته. و الإصر الذنب و قال في مصباح اللغة وبق يبق من باب وعد وبوقا هلك و الموبق مثل مسجد و يتعدى بالهمزة فيقال أوبقته و يرتكب الموبقات أي المعاصي و هي اسم فاعل من الرباعي لأنهن مهلكات و قال في الصحاح حضه على القتل أي حثه. و الربع الدار و المحلة و الحريش نوع من الحيات و الدقعاء التراب دقع لصق بالتراب ذلا و الدقع سوء احتمال الفقر فقر مدقع ملصق بالدقعاء و العالمون الدنيا و ما فيها قال الزجاج هو كل ما خلقه الله في الدنيا و الآخرة و قال ابن عباس العالم هو ما يعقل من الملائكة و الثقلين و قيل الجن و الإنس لقوله تعالى لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً لأنه لم يكن نذيرا للبهائم و القطمير الفوفة التي في النواة و هي القشر الرقيق و يقال هي النكتة البيضاء في ظهر النواة تنبت منها النخلة. المرية الشك و انهمك في الأمر انهماكا جد فيه و لج فهو منهمك و خوت الدار أي خلت من أهلها و الخدر هو الستر و مال جم أي كثير و ضعضعه الدهر فتضعضع أي خضع و ذل و الزعزعة التحريك غمطه يغمطه غمطا بالتسكين بطره و حقره و غمط الناس الاحتقار لهم و المكاس العشار و زهقت نفسه خرجت و الجهش أن يفزع الإنسان إلى غيره و هو مع ذلك يريد البكاء و الربو هو ما ارتفع من الأرض و التلعة ما ارتفع من الأرض و ما انهبط أيضا من الأضداد و قيل مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية. و تكاوح الرجلان تمارسا و ساغ الشراب سوغا سهل مدخله و الشدخ كسر الشيء الأجوف و الجندل حجارة بعل دهش و الرمس موضع القبر و الحتف الموت و السبسب المفازة و العطب الهلاك و الدآدي ثلاث ليال من آخر الشهر قبل المحاق و أسفر الصبح أضاء و أسفر وجهه أشرق حسنا و الكن الستر و الشوه القبح و الطمس المحو و الشواظ اللهب الذي لا دخان فيه و النقرة السبيكة و حفيرة صغيرة في الأرض و منه نقرة الصفا و النقرة التي في ظهر النواة و النقيرة مثله و عوص الشيء عوصا من باب تعب و اعتاص أي صعب و العقوة الساحة و ما حول الدار يقال ما يطور بعقوته أحد و العزلاء وزان حمراء فم المزادة الأسفل و التصرم التقطع و قحل الشيء قحلا من باب نفع يبس
و ذبل الشيء ذبولا ذهب ندوته و امترى في أمره شك و بعثرت أي قلبت و الجدث القبر و سمد سمودا رفع رأسه تكبرا و الزبرج الزينة و الحباء العطاء و شهق شهوقا ارتفع و اضمحل الشيء ذهب و فني و العنصر الأصل و خذه بأسره أي بجميعه و اللحب و اللاحب الطريق الواضح فاعل بمعنى مفعول أي ملحوب و اللحب الوطء و اللب العقل و المنار علم الطريق و مار البحر اضطرب و تاه في الأرض ذهب متحيرا و بار كسد و الصعلوك كعصفور الفقير و تصعلك افتقر و الضريك البائس الفقير لا يصرف له فعل و قني المال كرمي قينا و قيانا بالكسر و الضم اكتسبه و الوشيك السريع و الغوائل الدواهي و المكبدة الشدة المكابدة المقاساة و باد الشيء بيدا و بيودا هلك و الدقعاء التراب و الزيغ الملال و كلال البصر و الدغل الفساد و البوق الباطل البائقة الداهية باقتهم الداهية و انباقت عليهم بائقة شر و بوائق الرجل غوائله و الدمار الهلاك
Pingback: تفسير سوره الطارق ، النجم الأحمر المذنب , سجيل ، نيميسيس ، نيبيرو | The Lost Prophecy
Reblogged this on Lissa's Humane Life and commented:
Click to access the-book-of-the-secrets-of-enoch.pdf
LikeLike
What a great find. Thanks for posting this wonderful find, Wael. Is that a true photo of Enoch?
LikeLike
yes it is
LikeLiked by 2 people